قوله عز وجل: ﴿ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيءٍ﴾ أي لا يرد حذر المخلوق قضاءَ الخالق. ﴿إلاَّ حاجة في نفس يعقوب قضاها﴾ وهو حذر المشفق وسكون نفس بالوصية أن يتفرقوا خشية العين. ﴿وإنه لذو علم لما علمناه﴾ فيه ثلاثة أوجه. أحدها: إنه لعامل بما علم، قاله قتادة. الثاني: لمتيقن بوعدنا، وهو معنى قول الضحاك. الثالث: إنه لحافظ لوصيتنا، وهو معنى قول الكلبي.
﴿ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون﴾ قوله عز وجل: ﴿ولما دخلوا على يوسف أوى إليه أخاه﴾ قال قتادة: ضمّهُ إليه وأنزله معه. ﴿قال إني أنا أخوك﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنه أخبره أنه يوسف أخوه، قاله ابن إسحاق. الثاني: أنه قال له: أنا أخوك مكان أخيك الهالك، قاله وهب. ﴿فلا تبتئس بما كانوا يعملون﴾ فيه وجهان: أحدهما: فلا تأسف، قاله ابن بحر. الثاني: فلا تحزن بما كانوا يعملون. وفيه وجهان: أحدهما: بما فعلوه في الماضي بك وبأخيك. الثاني: باستبدادهم دونك بمال أبيك.


الصفحة التالية
Icon