والثاني: راغبين راهبين، وهو قول الضحاك. والثالث: أنه وضع اليمنى على اليسرى، والنظر إلى موضع السجود في الصلاة.
﴿والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين﴾ قوله عز وجل: ﴿الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ فيه وجهان: أحدها: عفّت فامتنعت عن الفاحشة. والثاني: أن المراد بالفَرْج فَرْجُ درعها منعت منه جبريل قبل أن تعلم أنه رسول. ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا﴾ أي أجرينا فيها روح المسيح كما يجري الهواء بالنفخ، فأضاف الروح إليه تشريفاً له، وقيل بل أمر جبريل فحلّ جيب ردعها بأصابعه ثم نفخ فيه فحملت من وقتها. ﴿وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَاءَايَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ لأنها حملت من غير مسيس، ووُلد عيسى من غير ذَكَرٍ، مع كلامه في المهد، ثم شهادته ببراءتها من الفاحشة، فكانت هذه هي الآية، قال الضحاك: ولدته في يوم عاشوراء.
﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون﴾ قوله عز وجل: ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَةً وَاحِدَةً﴾ معناه أن دينكم دين واحد، وهذا قول ابن عباس، وقتادة. ويحتمل عندي وجهين آخرين: أحدهما: أنكم خلق واحد، فلا تكونوا إلا على دين واحد.


الصفحة التالية
Icon