﴿وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين﴾ قوله تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ﴾ يعني القرآن. ﴿الرُّوحُ الأمِينُ﴾ يعني جبريل. ﴿عَلَى قَلْبِكَ﴾ يعني محمد صلى الله عليه وسلم. ﴿لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ يعني لأمتك. ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِّيٍ مُبِينٍ﴾ يعني أن لسان القرآن عربي مبين لأن المنزل عليه عربي، والمخاطبون به عرب ولأنه تحدى بفصاحته فصحاء العرب. وفي اللسان العربي قولان: أحدهما: لسان جرهم، قاله أبو برزة. الثاني: لسان قريش، قاله مجاهد.
﴿وإنه لفي زبر الأولين أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين﴾ قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ﴾ يعني كتب الأولين من التوراة والإنجيل وغيرها من الكتب. وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن المراد به ذكر القرآن في زبر الأولين، قاله قتادة. الثاني: بعث محمد ﷺ في زبر الأولين، قاله السدي. الثالث: ذكر دينك وصفة أمتك في زبر الأولين، قاله الضحاك.
{كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم
الصفحة التالية