وأبدل منه هاءً في الوقف، ومن أثبتَ الهاءَ، جعلها أصليةً للامِ الفعل (١).
﴿وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ﴾ فنظرَ، فإذا عظامٌ بِيضٌ، فركَّبَ اللهُ العظامَ بعضَها على بعض، وكساهُ اللحمَ والجلد، وأحياه وهو ينظر. تقديره: أريناكَ ذلكَ لتعلمَ قدرتَنا. قرأ أبو عمرٍو، وورشٌ، والدوريُّ عن الكسائيِّ، وابنُ ذكوانَ عن ابنِ عامرٍ: (حِمَارِكَ) و (الحمار) بالإمالة حيثُ وقعَ (٢).
﴿وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ﴾ أي: عبرةً ودلالةً على البعثِ بعدَ الموت.
﴿وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا﴾ قرأ عاصمٌ، وحمزةُ،
والكسائيُّ، وخلفٌ، وابنُ عامرٍ: (نُنْشِزُهَا) بالزاي المعجمة، أي: نرفعُها من الأرض ونردُّها إلى مكانها من الجسد، يقال: نشزتُه فنشزَ؛ أي: رفعتُه فارتفع، والباقون: بالراء المهملة، معناه: نُحييها، قال تعالى: ﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ﴾ (٣) [عبس: ٢٢].
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ١٦٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ١٩٩).
(٣) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: ١٤٤)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٨٩)، و"الكشف" لمكي (١/ ٣١٠ - ٣١١)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: ١٦٩)، و"تفسير البغوي" (١/ ٢٧٨)، و"التيسير" للداني (ص: ٨٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ٢٠٠).