﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ ومعنى منكم: في الخلقِ والتكليفِ والمخاطبةِ، ولما كانتِ الجنُّ ممن يخاطَبُ ويعقلُ، قال: (منكم)، وإن كانتِ الرسلُ من الإنسِ، وغُلِّبَ الإنسُ في الخطابِ كما يغلَّبُ المذكَّرُ على المؤنث، ورُوي أن الله تعالى أرسلَ رُسُلًا من الجن كما أرسلَ من الإنسِ؛ لظاهرِ الآيةِ.
﴿يَقُصُّونَ﴾ يقرؤون.
﴿عَلَيْكُمْ آيَاتِي﴾ كتبي.
﴿وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾ يعني: يومَ القيامةِ.
﴿قَالُوا﴾ جوابًا.
﴿شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا﴾ أنهم قد بلغوا.
﴿وَغَرَّتْهُمُ﴾ خَدَعَتهم.
﴿الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ وظَنُّوا أنها تدومُ، فلم يؤمنوا.
﴿وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴾ ذَمَّهم على سوءِ نظرِهم وخطأ رأيِهم.
...
﴿ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (١٣١)﴾.
[١٣١] ﴿ذَلِكَ﴾ المذكورُ من بعثِ الرسلِ والتعذيبِ.
﴿أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ﴾ أي: لم يهلكْ قريةً بشِرْكٍ.
﴿وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ﴾ لم يُنذرُوا ببعثِ رسلٍ تنذِرُهم.
***