يعني: الضررَ والبلاءَ، وقرأ الباقون: بالفتح؛ يعني: الفسادَ (١).
﴿وَاللَّهُ سَمِيعٌ﴾ لما يقولون ﴿عَلِيمٌ﴾ بما يُضْمِرون، نزلَتْ في أعرابِ أسدٍ وغَطَفانَ وتميمٍ.
* * *
﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٩)﴾.
[٩٩] ثم استثنى فقال: ﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ هم بنو مُقَرِّنٍ من مُزينةَ، وغفارٍ وجُهينةَ.
﴿وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ﴾ جمعُ قُرْبَةٍ ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ أي: يطلبُ القربةَ إلى اللهِ.
﴿وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ﴾ أدعيتَه؛ أي: يرغبونَ في دعاءِ النبيِّ - ﷺ -.
﴿ألَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ﴾ شهادةٌ من اللهِ لصحَّةِ مُعْتَقَدِهم، وتصديقٌ لرجائِهم. قرأ ورشٌ عن نافعٍ: (قُرُبَةٌ) بضمِّ الراء، والباقون بسكونها (٢)، والقربةُ: ما يتقرَّبُ بهِ العبدُ إلى الله تعالى من صومٍ أو صدقةٍ أو غيرِهما؛ كبناءِ المساجدِ ونحوِها.

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣١٦)، و"التيسير" للداني (ص: ١١٩)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٣١٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٦ - ٣٧).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣١٧)، و"التيسير" للداني (ص: ١١٩)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٣١٨)، و "معجم القراءات القرآنية" (٢/ ٣٧ - ٣٨).


الصفحة التالية
Icon