الباقون: بضمِّ النونِ وفتح الباءِ وتشديدِ الشينِ مكسورةً من بَشَّرَ المضعَّفِ على التكثيرِ (١).
﴿بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ في صغرِه، حكيمٍ في كبِره، وهو إسحاقُ عليه السلام.
...
﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤)﴾.
[٥٤] فتعجَّبَ إبراهيمُ من أن يُولَدَ لهُ مع كِبَرِه وكبر امرأتِهِ.
﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي﴾ بالولدِ ﴿عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ﴾ أي: على حالَ الكِبَرِ.
﴿فَبِمَ﴾ فبأيِّ شيءٍ ﴿تُبَشِّرُونَ﴾ قرأ نافعٌ بكسرِ النونِ وتخفيفِها، وتقريرُ هذهِ القراءة أنه حُذِفَتِ النونُ التي للمتكلِّم، وكسرتِ النونُ التي هي علامةُ الرفعِ، ثم حذفتِ الياءُ لدلالةِ الكسرةِ عليها، قال ابنُ عطيةَ: وغلَّطَ أبو حاتم نافِعًا في هذهِ القراءةِ، وقال: إنَّ شاهدَ الشِّعْرِ في هذا اضطرارٌ، وهذا حمل منه (٢)، وقالَ الكواشيُّ: ولا يُلْتَفَتُ إلى الطاعنِ في هذهِ القراءةِ؛ لصحَّة نقلِها، بل لتواتُرِها، فتكونُ أصلًا يُحْتَجُّ به، لا لَهُ، وقرأ ابنُ كثيرٍ: بكسرِ النونِ مشدَّدَةً أي: (تُبَشِّرونِني)، أدغمت نونُ الجمعِ في نونِ الإضافة، ثم حذفتِ الياءُ للتعليلِ المتقدِّمِ، وقرأ الباقونَ: بفتح النونِ مخففةً علامة الرفعِ (٣).
...
(٢) انظر: "المحرر الوجيز" (٣/ ٣٦٥).
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٦٧)، و"التيسير" للداني (ص: ١٣٦)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٥٨٩)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٢٧٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٢٥٨).