﴿أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ﴾ جماعةٌ ﴿هِيَ أَرْبَى﴾ أي: أكثرَ عددًا.
﴿مِنْ أُمَّةٍ﴾ من الجماعة التي حالفتموها، وهذا نهيٌ لمن يحالفُ قومًا، فإنْ وجدَ أيسرَ منهم وأكثرَ ذهبَ إليهم، وتركَ مَنْ (١) حالفَ.
﴿إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ﴾ أي: يختبرُكم.
﴿وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ في الدنيا؛ من نقضِ العهودِ وغيرِها.
...
﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٣)﴾.
[٩٣] ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ على ملَّةِ الإسلامِ ﴿وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ﴾ بخذلانِهِ عَدْلًا ﴿وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ بتوفيقِهِ فَضْلًا.
﴿وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وهذا سؤالُ توبيخٍ، ليس ثَمَّ سؤالُ تَفَهُّم.
...
﴿وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٩٤)﴾.
[٩٤] ثم كررَ النهيَ تأكيدًا وإنذارًا فقال: ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ﴾ فتغرُّونَ بها الناسَ فيسكنونَ إلى إيمانِكم، ويأمنون، ثم تنقضونها ﴿فَتَزِلَّ قَدَمٌ﴾ أي: قدمُكم.