﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (٢٦)﴾.
[٢٦] ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ﴾ اتخذه أجيرًا يرعى غنمنا.
﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ﴾ على العمل ﴿الْأَمِينُ﴾ فقال لها أبوها: وما علمُك بقوته وأمانته؟ قالت: أما قوته، فإنه رفع الحجر من رأس البئر، لا يرفعه إلا عشرة، وأما أمانته، فإنه قال لي: امش خلفي حتى لا تصف الريح بدنك. قرأ أبو جعفر، وابن عامر: (يَا أَبَتَ) بفتح التاء حيث وقع على تقدير: يا أبتاه، ووقفوا (يَا أَبَهْ) بالهاء الساكنة، ووافقهما على الوقف ابن كثير، ويعقوب، وقرأ الباقون، ومنهم ابن كثير، ويعقوب: بكسر التاء لأن.... به، والجزم يحرك إلى الكسر (١).
...
﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧)﴾.
[٢٧] فرغب شعيب في تزويجه.
و ﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ﴾ واسمها صافوراء، وهي التي ذهبت إليه وطلبت استئجاره. قرأ ابن كثير: (هَاتينِّ) بالمد وتشديد النون (٢).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٩٣)، و"التيسير" للداني (ص: ٩٥)، =