وسبعون سنةً، ونُقل أنَّ قبرَه بالبيت المقدَّس (١) عند الجيسمانية، وأنه هو وأبوه داودُ في قبرٍ واحد.
وقصةُ الآيةِ: أن الشياطينَ كتبوا السحرَ والنيرِنْجيَّاتِ على لسانِ آصَف: هذا ما علَّمَ آصَفُ بنُ برخيا سليمانَ الملكَ، ثم دفنوها تحت مصلَّاه حين نزعَ اللهُ الملكَ عنه، ولم يشعرْ سليمانُ بذلك، فلما ماتَ، استخرجوها، وقالوا للناس: إنما مَلَكَكم سليمانُ بهذه، فتعلَّموها، فأما علماءُ بني إسرائيل وصلحاؤهم، فقالوا: معاذ اللهِ أن يكون هذا من علمِ سليمانَ، وأما السِّفْلَةُ، فقالوا: هذا علمُ سليمان، وأقبلوا على تعلُّمه، ورفضوا كتبَ أنبيائهم، وفَشَتِ الملامةُ لسليمانَ، فلم يزل هذا حالهم حتى بعثَ اللهُ محمدًا - ﷺ -، وأنزلَ عليه براءةَ سليمان، فقال:
﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾ بالسحر وعملِهِ.
﴿وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾ باستعمالِ السحر وكَتْبِه. قرأ ابنُ عامرٍ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (وَلَكِنْ) خفيفةَ النون (الشَّيَاطِينُ) رفعٌ، والباقون: (وَلِكَنَّ) مشدَّدَةَ النون (الشَّياطِينَ) نَصْب (٢).
ومعنى (لكن) نفيُ الخبر الماضي، وإثباتُ المستقبَلِ.
﴿يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ والسحرُ عبارةٌ عن التَّمويهِ والتخييل، ووجودُه

(١) في "ن": "ببيت المقدس".
(٢) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: ١٠٨)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٦٧)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: ٨٦)، و"الكشف" لمكي (١/ ٢٥٦)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: ١٢٧)، و"تفسير البغوي" (١/ ٨٤)، و"التيسير" للداني (ص: ٧٥)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢١٩)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ١٤٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ٩٤).


الصفحة التالية
Icon