﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٣١)﴾.
[٢٣١] ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾ أي: قَرُبْنَ من انقضاءِ العدةِ. نزلتْ في ثابتِ بنِ يسارٍ الأنصاريِّ، طلقَ امرأتَهُ، فلمَّا دَنَتْ عِدَّتُها، راجَعَها، ثم طلقَها مُضارَّةً (١).
﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ﴾ راجِعُوهُنَّ.
﴿بِمَعْرُوفٍ﴾ من غيرِ طلبِ ضِرارٍ بالمراجعةِ.
﴿أَوْ سَرِّحُوهُنَّ﴾ أي: اتركوهنَّ.
﴿بِمَعْرُوفٍ﴾ حتى تنقضيَ عدتُهنَّ، فيكُنَّ أملكَ بأنفسِهِنَّ.
﴿وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا﴾ أي: لا تقصِدوا بالرجعةِ المضارَّةَ.
﴿لِتَعْتَدُوا﴾ لتظلموهُنَّ بتطويلِ الحبسِ.
﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾ قرأ: الليث عن الكسائي (يفعل ذلك) بإدغام الذال في اللام حيث وقع.
﴿فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ بتعريضِهِ إلى عذابِ الله. قرأ أبو عمرٍو، وورشٌ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (فَقَد ظلَمَ) حيثُ وقعَ بإدغامِ الدالِ في الظاء، والباقونَ بالإظهار (٢).
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ١٦٧)، و "معجم القراءات القرآنية" (١/ ١٧٦).