قَانِتِينَ} والقنوتُ: طول القيامُ، وصلاةُ الصبحِ مخصوصةٌ بطولِ القيامِ، وبالقُنوتِ؛ ولأنَّها بينَ صلاتيَ جمعٍ، وهي لا تُقْصر ولا تُجمع إلى غيرها.
﴿وَقُومُوا لِلَّهِ﴾ في صلاتكم.
﴿قَانِتِينَ﴾ طائعين خاضعين، والقنوتُ في صلاة الصبح عندَ مالكٍ قبلَ الركوع سرًّا، وعند الشافعيِّ بعدَه جهرًا، وسيأتي ذكر مذهبِ أبي حنيفةَ وأحمدَ في القنوتِ في صلاةِ الوترِ في سورةِ الفجر -إن شاء الله تعالى-. وأصلُ القنوتِ: الطاعةُ، رُوي عن زيدِ بنِ أرقمَ أنه قال: "كُنَّا نتكلَّمُ في الصلاةِ إلى أن نزل: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾، فَأُمِرْنا بالسُّكوت، ونُهِينا عنِ الكلامِ" (١).
...
﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩)﴾.
[٢٣٩] ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ﴾ من عدوٍّ وغيرِه.
﴿فَرِجَالًا﴾ أي: فصلُّوا رجالًا، جمعُ راجِلٍ.
﴿أَوْ رُكْبَانًا﴾ على دوابِّكُم، جمعُ راكبٍ. المعنى: إن لم تمكنْكُم الصلاةُ قانتين، فصلُّوا رجالةً ورُكبانًا، وهذا في حال القتالِ والمُسايَفَةِ (٢) -
(٢) في "ن": "المسابقة".