فَصْلٌ فِي خَتْمِ القُرآنِ العَظِيْمِ
روي عن ابن كثير -رحمه الله- أنّه كان إذا انتهى في آخر الختمة إلى ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ قرأ سورة ﴿الحمد لله رب العالمين﴾، وخمسَ آياتٍ من أول سورة البقرة على عدد الكوفي، وهو إلى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ لأنّ هذا يسمى الحالَّ والمرتَحِلَ، ومعناه: أنّه حلَّ في قراءته آخر الختمة، وارتحل إلى ختمة أخرى، وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين في قراءة ابن كثير وغيرها.
وورد النص عن الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- أنّه إذا قرأ سورة النَّاس، يدعو عقب ذلك، فلم يستحب أن يصل ختمته بقراءة شيء، وروي عنه قول آخر بالاستحباب (١).
وقد ورد الحديث الشريف عن النّبيّ - ﷺ -: "أفضلُ الأعمالِ الحالُّ المُرْتَحِلُ" (٢).
وروي عن ابن عبّاس: "أن رجلًا قال: يا رسول الله! أيُّ الأعمال

(١) انظر: "المغني" لابن قدامة (١/ ٤٥٨) وقال: ولعلّه لم يثبت فيه عنده أثر صحيح يصير إليه.
(٢) انظر تخريج الحديث الآتي.


الصفحة التالية
Icon