من الأمور التي يُدَبِّرُ بها أمر العالَمِ العُلْويِّ والسُّفْلِيِّ (١).

فصل


والقلم الثالث: قَلَمُ التوقيع عن الله ورسوله، وهو قَلَمُ الفقهاء والمُفْتين.
وهذا "القَلَمُ" -أيضًا- حاكمٌ غيرُ محكومٍ عليه، فإليه التحاكم في الدماء، والأموال، والفُرُوج، والحقوق. وأصحابُهُ مُخْبِرُون عن الله بحكمه الذي حكم به بين عباده، وأصحابه حُكَّامٌ وملوكٌ على أرباب الأقلام، وأقلامُ العالمِ خَدَمٌ لهذا "القَلَم".

فصل


القلم الرابع: قَلَمُ طِبِّ الأبْدَانِ التي تُحفَظُ بها صحَّتُها الموجودة، وتُرَدُّ إليها به صحَّتُها المفقودة، وتُدْفَعُ به عنها آفاتُها وعوارضُها المضادَّةُ لصحَّتها.
وهذا القَلَمُ أنفعُ الأقلام بعد قَلَم طِبِّ الأديان، وحاجة النَّاس إلى أهله تلتحق بالضرورة.
= رقم (١٦٣) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- المطوَّل في الإسراء.
و"صَرِيفُ الأقلام": تصويتها حال الكتابة، قال الخطَّابي: "معناه -والله أعلم- ما يكتبه الملائكة من أقضية الله -عزَّ وجلَّ- ووَحْيه، وما يَنْتَسِخُونَهُ من اللوح المحفوظ". "أعلام الحديث" (١/ ٣٤٨).
(١) هذا الفصل والذي قبله نقله بالحرف ابنُ أبي العِزِّ الحنفي في "شرح العقيدة الطحاوية" (٢/ ٣٤٤ - ٣٤٦).


الصفحة التالية
Icon