الْإِسْلَامَ دِينًا} (١)، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (٢).
ومن البواعث على هذا البحث أنني طالعت ما كتبه حول الفاتحة بعض الفضلاء، فألفيت أن الفاتحة لازالت مشرعةً أبوابها للمزيد من البحث والدراسة، ولا أدعي الكمال فيما قمت به من عمل ولكن
قدمت بعض ما وقفت عليه من كلام أهل العلم، ورمت الاختصار، فتجنبت الغوص، واكتفيت بالإبحار في لجج المعرفة والنصوص والأخبار، فاقتطفت ما تيسر من الثمار، وقدمتها للمسلمين من القارئين النظار، والسامعين الأخيار، رجاء أن ينتفعوا بها ويكونوا من الأبرار، بإذن الله الواحد القهار.
النظرة الأولى
حول سورة الفاتحة:
الفاتحة مستهل كتاب الله العزيز، أنزلت بمكة على القول الراجح، عظّم الله شأنها، وخص بها نبيه ورسوله محمداً - ﷺ - وأمته، أوجز فيها ما فصله في القرآن العظيم.
_________
(١) من الآية (٣) من سورة المائدة.
(٢) من الآية (٤٤) من سورة المائدة، وفي التي بعدها (الظالمون) وفي (٤٧) الفاسقون.


الصفحة التالية
Icon