الأفئدة الخالية من العلم والحكمة، يمر بها القرآن والسنة فلا تشعر بمعانيه، فأم الكتاب يقرؤونها صباح مساء، ولا يدركون ما فيها من الضياء المشرق، ولا نشك في أن هذا العصر صالح لظهور المقصود من القرآن الكريم في بلاد الإسلام، إذا ما توجه المسلمون لذلك وعالجوا جميع قضاياهم من خلال الكتاب والسنة ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (١).
النظرة التاسعة عشرة
حكم الاستعاذة:
أجمع العلماء على أن التعوذ ليس من القرآن، ولا آية منه، وهو قول القارئ: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وهذا اللفظ هو الذي عليه الجمهور من العلماء، لأنه لفظ كتاب الله تعالى (٢)، في التعوذ، قال الله - عز وجل -: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ (٣)، والفاتحة قرآن، والشيطان أحرص ما
_________
(١) الآية (٤٠) من سورة الحج.
(٢) الجامع لأحكام القرآن (١/ ٨٧).
(٣) الآية (٩٨) من سورة النحل.


الصفحة التالية
Icon