- عز وجل - أن يجعلنا من عباده المخصوصين برحمته، وفضله في الدنيا والآخرة.
النظرة الثانية والعشرون
تفسير: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: هو الشكر والاستخذاء (١)، لله والإقرار بنعمته، وهدايته وابتدائه وغير ذلك (٢)، ومعناه: الشكر خالصاً لله جل ثناؤه دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحد سبحانه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق، وغذاهم به من نعيم العيش، من غير استحقاق منهم ذلك عليه سبحانه، فصحح فيهم الآلات لطاعته، ومكن جوارح وأجسام المكلفين من أداء فرائضه، مع ما نبههم عليه ودعاهم إليه، من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم، فلربنا الحمد على ذلك كله أولاً وآخرا، ومن هنا جاءت (الحمد) معرفة بالألف واللام؛ لأن لها معنى لا يؤديه قول القائل: (حمدا) بإسقاط الألف واللام وذلك أن دخولهما في (الحمد) لاستغراق الجنس من
_________
(١) فيه معنى الانكسار والاسترخاء والذل، والخضوع والانقياد، انظر (اللسان ١٤/ ٢٢٥ ـ ٢٢٦ وترتيب القاموس ٢/ ٢٥).
(٢) أسند أبو جعفر الطبري (جامع البيان ١٤/ ١٣٥) وتكلم في إسناده.


الصفحة التالية
Icon