سورة الذاريات
وهي مكية وفيها ثلاثة مواضع.
(١٧) - قوله تعالى: ﴿كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون﴾:
اختلف في معنى الآية. فقال أنس بن مالك: المراد بذلك أنهم كانوا يتنفلون بين المغرب والعشاء. وقيل المراد بذلك قيام الليل. واختلف الذين ذهبوا إلى هذا هل كانوا يقومون الأكثر من كل ليلة أم كانوا يقومون أكثر الليالي ويتركون بعضها. فذهب الحسن إلى أنهم كانوا يقومون أكثر الليل لا ينامون منه إلا قليلًا. وذهب مجاهد وغيره إلى أنهم كانوا يقومون أكثر الليالي ويتركون بعضها. والليل على هذا القول في الآية بمعنى الليالي. وبالجملة ففي هذه الآية تفضيل القيام بالليل.
(١٨) - قوله تعالى: ﴿وبالأسحار هم يستغفرون﴾:
اختلف في معنى الاستغفار. فقيل الصلاة، وقيل طلب المغفرة. وفي الآية دليل على أن السحر مظنة الاستغفار. وعلى هذا جاء حديث النزول وروي أن أبواب الجنة تفتح سحر كل يوم. وفي قصة يعقوب عليه السلام في قوله: ﴿سوف أستغفر لكم ربي﴾ [يوسف: ٩٨] قال الآخر الاستغفار إلى