سورة الصف
اختلف فيها، فقيل مكية وقال الجمهور مدنية، وهو أظهر. وفيها موضعان.
(٢) - قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون﴾:
هذه الآية توجب على كل من ألزم نفسه عملًا فيه طاعة أن يفي به. وقال بعضهم: الآية توجب على من وعد وعدًا أن يفي به إذا لم يكن فيه إثم. وكذلك من ألزم نفسه عملًا فيه طاعة لزمه أن يفي به ويدوم عليه. قال أبو الحسن: ويحتج بها في وجوب الوفاء بنذر الحاج على أحد قولي الشافعي. وقد اختلف في سبب الآية، فقال جماعة -منهم ابن عباس- نزلت بسبب قوم قالوا: لو علمنا أحب الأعمال إلى الله تعالى لعلمناه. فلما نزلت في الجهاد كرهوه وفر من فر يوم أحد فعاتبهم الله تعالى بها. وذكر المهدوي أن قائل ذلك عبد الله بن رواحة. وقال قوم -منهم قتادة- نزلت بسبب أن جماعة من شباب المسلمين كانوا يتحدثون عن أنفسهم في الغزو وبما لم يفعلوا، ويقولون فعلنا وصنعنا، وذلك كذب، فنزلت الآية. وقال قوم -منهم ابن زيد- نزلت في المنافقين لأن طائفة منهم كانوا يقولون


الصفحة التالية
Icon