سورة الكهف
مكية بإجماع محكمة، جهل بعضهم فقال فيها آية واحدة منسوخة وهي قوله تعالى: ﴿فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ قال بعضهم: الآية عدها تخييرا والجماعة عدتها تهديدا.
قال القاضي محمد بن العربي:
لا خلاف بين العقلاء في أنها تهديد يستحيل التخيير فيها، لأن الله تعالى لا يأمر بالفحشاء شرعا ولا يأمر بالكفر عقلا ولا شرعا، لأن الأمر بالكفر محال إذ الأمر بالشيء يقتضي معرفة الأمر ضرورة والكفر هو الجهل، بالأمر والجمع بينهما محال فيستحيل الأمر بهما. أما أن معناها من التهديد هو الذي رفعه الأمر بالقتال لأن الله تعالى قال لنبيه عليه السلام قل لهم: هذا الحق من ربكم فمن شاء قبله ومن شاء رده، ورده كفر، ثم قال لهم بعد ذلك، هذا الحق فإن لم تقبلوه قاتلتكم ويقاع المهدد به رفع للتهديد.