سورة القصص
فيها آية واحدة وهي قوله: ﴿سلام عليكم لا ينبغي الجاهلين﴾. قالوا: نسختها آية القتال.
والصحيح أنها محكمة، معناها التبرؤ وليس التحية.
قال القاضي محمد بن العربي رحمه الله:
قد قدمنا من قولهم أن قوله في سورة الفرقان قالوا سلاما معناه التبرؤ، فاستوي في المعنى المنصوب والمرفوع عندهم، ويشبه أن يكون ذلك لأن الفعل اتصل بالمصدر هنالك، فاختار النصب، وبعدها هنا عن الفعل وحالت بينهما جملتان فاستأنف القول. ونحن نقول في هذه الآية ما قلناه في الأخرى: إن المعنى إن كان التحية فهي مخصوصة في الكفار باقية في بغاة المسلمين. وإن كانت بمعنى التبرؤ فذلك باق من البراءة مع القتال فإنها لا يتنافيان بل يعتضدان، والله أعلم.
وهم: قال بعضهم: يدخل في هذا الباب من هذه السورة قصة موسى عليه السلام وتزوجه على أحد الأجلين وذلك غير معمول به، وتزويجه بأجرة بدنه ولم يعمل بها بعد وذلك غير معمول به، وتزويجه إحدى المرأتين غير معينة ولايعمل به وتزويجه بغير تقديم شيء من النقد وذلك يختلف في جوازه.
ذكرى: قال ابن العربي رضي الله عنه: ليس في جميع ما ذكر من النسخ حرف، وإنما هو من الأحكام، أما قوله: إنه زوج على أحد الأجلين، فلم يكن ذلك، إنما زوج على أجل معلوم، وقال له: إن زدتني كذا فمن عندك تطوع. وأما تزويجه بأجرة بدنه فمعمول به، وكذلك ترك تقديم شيء من النقد قبل الدخول فمعمول به،


الصفحة التالية
Icon