إعراب سُورَةُ الشُّورَى

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿حم (١) عسق (٢) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي﴾ قرئ: بضم الياء وكسر الحاء على البناء للفاعل (١)، وفاعله ﴿اللَّهُ﴾ جل ذكره، و ﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ صفتان له، ومحل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: وحيًا مثل ذلك الوحي يوحي الله عز وجل إليك.
وقرئ: (يُوحَى إليك) بفتح الحاء على البناء للمفعول (٢)، والقائم مقام الفاعل إما الجار والمجرور، أو المنوي فيه الراجع إلى السورة على ما ورد في التفسير أن هذه السورة قد أُوحي إلى الأنبياء قبلُ، أي: يُوحَى إليك السورة كما أوحي إلى الذين من قبلك (٣). واسم الله تعالى على هذه القراءة مرفوع إما بفعل مضمر دل عليه (يوحَى)، كأن قائلًا قال: من يوحِي؟ فقيل: الله، أي: يوحيه الله، كقوله: يُسَبَّحُ ﴿لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ﴾
(١) هذه قراءة العشرة عدا ابن كثير كما سيأتي.
(٢) قرأها ابن كثير وحده، انظر القراءتين في السبعة/ ٥٨٠/. والحجة ٦/ ١٢٦. والمبسوط / ٣٩٥/. والتذكرة ٢/ ٥٤١.
(٣) انظر معاني الفراء ٣/ ٢١. وجامع البيان ٢٥/ ٢٦. ومعاني الزجاج ٤/ ٣٩٣. والحجة الموضع السابق.


الصفحة التالية
Icon