إعراب سُورَة المُمْتَحنَةِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١)﴾:قوله عز وجل: ﴿تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾ محل ﴿تُلْقُونَ﴾ النصب إما على الحال من الضمير في ﴿لَا تَتَّخِذُوا﴾ أي: لا تتخذوهم أولياء ملقين إليهم، وإما على النعت لـ ﴿أَوْلِيَاءَ﴾، لأن ﴿أَوْلِيَاءَ﴾ نكرة، والنكرة تحتاج إلى البيان بالنعت، قال الفراء: كما تقول: لا تتخذ (١) رَجُلًا تلقي إليه كل ما عندك، انتهى كلامه (٢).
فإن قلت: الضمير في قوله: ﴿إِلَيْهِمْ﴾ إلى من يعود؟ قلت: أما على الوجه الأول: فيعود على العدو، وأما على الوجه الثاني: فيعود على ﴿أَوْلِيَاءَ﴾، ولولا رجوع هذا الضمير على الأولياء لما جاز أن يكون
(١) كذا (لا تتخذ) في (ب) و (ج)، وإعراب النحاس ٣/ ٤١١ عن الفراء. وأُثبتَ في المطبوع: (لا تتخذنّه) تبعًا لما هو مثبت في معاني الفراء المطبوع كما سوف أخرج، وفي (أ): لا تتخذوا رجلًا تلقي...
(٢) معاني الفراء ٣/ ١٤٩.
(٢) معاني الفراء ٣/ ١٤٩.