إعراب سُورَة البُروجِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (١٠)﴾:قوله عز وجل: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ الواو الأولى للقسم، وما بعدها للعطف. واختلف في جواب القسم، فقيل: محذوف، يدل عليه قوله: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾، كأنه قيل: أُقْسِمُ بهذه الأشياء إنهم ملعونون - يعني كفار مكة - كما لُعن أصحاب الأخدود، وذلك أن السورة وردت في تثبيت المؤمنين وتصبيرهم على أذى أهل مكة، وتذكيرهم بما جرى على مَن تقدمهم مِن التعذيب على الإيمان، هذا قول الزمخشري (١).
وقال الأخفش: جوابه ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾، والتقدير: لقد قتل، فحُذف اللام وأُبقيَ قد قتل، ثم حُذِفَ (قد) كما قال جل ذكره: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ (٢) فحذف اللام وأبقى (قد)، [هذا على قول من جعل جواب
(١) الكشاف ٤/ ١٩٩.
(٢) سورة الشمس، الآية: ٩.
(٢) سورة الشمس، الآية: ٩.