إعراب سُورَة الغَاشِيَةِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)﴾:قوله عز وجل: ﴿وُجُوهٌ﴾ مبتدأ، و ﴿خَاشِعَةٌ﴾ خبره، و ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ ظرف للخبر، أي: ذليلة يومئذٍ.
وقوله: ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾ الجمهور على رفعهما، وفيه وجهان:
أحدهما: خبر مبتدأ محذوف، أي: هي عاملة ناصبة، وذلك في الدنيا، فيوقف على ﴿خَاشِعَةٌ﴾ على هذا التأويل.
والثاني: خبر بعد خبر عن ﴿وُجُوهٌ﴾، فيكون كلاهما في الآخرة، أعني العملَ والنَّصَبَ، جاء في التفسير: أنها تعمل في النار عملًا تتعب فيه (١)، وهو جرها السلاسلَ والأغلالَ، وخوضها في النار كما تخوض الإبل في الوحل، وارتقاؤها في صعود من نار وهبوطها في حدُور منها (٢).
ولك أن تجعل ﴿خَاشِعَةٌ﴾ صفة لـ ﴿وُجُوهٌ﴾، وكذا ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾،
(١) إلى هنا أخرجه الطبري عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وقتادة، وابن زيد.
(٢) انظر هذا التفسير في معالم التنزيل ٤/ ٤٧٨. والكشاف ٤/ ٢٠٦. وزاد المسير ٩/ ٩٥.
(٢) انظر هذا التفسير في معالم التنزيل ٤/ ٤٧٨. والكشاف ٤/ ٢٠٦. وزاد المسير ٩/ ٩٥.