إعراب سُورَةِ العَلَقِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيْمِ

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ الباء في (باسم) صلة عند قوم (١)، أي: اقرأ يا محمد اسم ربك. وعند آخرين: ليست بصلة، وإنما جيء بها لتفيد معنى الملازمة (٢)، وهي التي تسميها النحاة باء الإلصاق، نحو: كتبت بالقلم، أي: التصقت الكتابة بالقلم، وأخذتُ بزمام الناقة، أي: باشرتُه بكفي، كأنَّك ألصقت محل قدرتك به، ولو قلت: أخذت زمام الناقة بغير باء، احتمل أنك باشرته، وأنك حصلته عندك، فأعرف الفرق بينهما والمعنى على هذا: اقرأ اسم ربك ملازمًا إياه، والملازمة مستفادة من الباء.
وقال غيرهما: إنما جيء بها لتُنَبِّهَ على البداية باسمه جل ذكره في كل شيء، وبه أقول (٣). فمحل ﴿بِاسْمِ﴾ على هذا النصب على الحال من المنوي في ﴿اقْرَأْ﴾ مفتتِحًا أو مبتدِئًا باسم ربك، أي: قل: بسم الله الرحمن الرحيم ثم اقرأ القرآن، وهذا حجة للإمام الشافعي رضي الله عنه مع ما جاء من
(١) أبو عبيدة في المجاز ٢/ ٣٠٤. وابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة / ١٣٣/ عنه. وانظر التبيان ٢/ ١٢٩٥.
(٢) مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٨٤.
(٣) انظر هذا القول هكذا في التبيان ٢/ ١٢٩٥. وهو مقتضى قول الزمخشري ٤/ ٢٢٣.


الصفحة التالية
Icon