إعراب سُورَة قُريشٍ

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

﴿لإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾ هذه اللام عند قوم (١) متصلة بقوله: ﴿فَجَعَلَهُمْ﴾ وإن كان من سورة أخرى (٢)، لأن القرآن كله كشيء واحد، ويعضده مصحف أُبي رضي الله عنه لأنهما فيه سورة واحدة بلا فصل، وفِعلُ مَنْ قرأهما في الثانية من صلاة المغرب وفي الأولى "والتين" وهو عمر رضي الله عنه (٣).
أي: أهلك الله أصحاب الفيل لتألف قريش رحلتيها، واللام على هذا لام الصيرورة والعاقبة، وليست بلام العلة، لأن القوم إنما أُهلكوا بسبب كفرهم وقصدهم هدم الكعبة، لا لتألف قريش، ولكن لما صار إهلاكهم صلاحًا لقريش، جاز أن يجعل علة الإهلاك في تمكنهم من الرحلة وضربهم في البلاد للتجارات وطلب المعاش.
(١) منهم الفراء ٣/ ٢٩٣. والأخفش ٢/ ٥٨٥. وانظر جامع البيان ٣٠/ ٣٠٥. وإعراب النحاس ٣/ ٧٧٢. والحجة ٦/ ٤٤٨. ومشكل مكي ٢/ ٥٠٢.
(٢) هي سورة الفيل التي قبل هذه.
(٣) انظر الدليلين في النكت والعيون ٦/ ٣٤٥ - ٣٤٦. والكشاف ٤/ ٢٣٥. والمحرر ١٦/ ٣٦٧. والقرطبي ٢٠/ ٢٠٠.


الصفحة التالية
Icon