٣٩ - سورة الزمر
وهي سورة مكية كما قال الحسن وعكرمة وعطاء. وقال ابن عباس: (إلا آيتين نزلتا بالمدينة إحداهما ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ﴾ والأخرى ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ الآية). وقيل: إلا سبع آيات، من قوله تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ إلى آخر سبع آيات نزلت في وحشي وأصحابه. ذكره القرطبي وابن كثير رحمهما الله تعالى. واختار ابن كثير أن تلك الآيات نزلت بعد "سبأ" والله تعالى أعلم. وأما عدد آيات سورة الزمر فهو (٧٥).
ولسورة الزمر فضائل كثيرة، وفيها ذكر الخلق وسعة رحمة الله في مغفرة الذنوب، وفيها ذكر المعاد والنفخ في الصور والفزع وبدء الحساب وتقسيم الملائكة الأمم زمرًا، ودخول أهل الجنة الجنة واستقبال الملائكة لهم، ودخول أهل النار النار وتثريب الملائكة عليهم، ولهذا كان النبي - ﷺ - يقرؤها قبل أن ينام.
فقد أخرج الترمذي وأحمد والحاكم بسند صحيح عن عائشة رضي اللهُ عنها قالت: [كان رسول الله - ﷺ - لا ينام حتى يقرأ "بني إسرائيل" و"الزمر"] (١).

(١) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٤/ ٢٣٢ - تحفة)، وأحمد (٦/ ٦٨/ ١٢٢)، والحاكم (٢/ ٤٣٤)، وابن خزيمة في صحيحه (١/ ١٢٦/ ٢). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٦٤١).


الصفحة التالية
Icon