٤٣ - سورة الزخرف
وهي سورة مكية، وعدد آياتها (٨٩).
ما ورد في ذكرها
أخرج الترمذي بسند صحيح عن عبد الواحد بن سُليم قال: قدمت مكة، فلقيت عطاء بن أبي رباح فقلت له: يا أبا محمد، إن أهل البصرة يقولون في القدر، قال: يا بني أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: فاقرأ الزخرف، قال: فقرأت: ﴿حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾. قال: أتدري ما أم الكتاب؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإنه كتاب كتبه اللَّه قبل أن يخلق السماء وقبل أن يخلق الأرض فيه: أن فرعون من أهل النار، وفيه: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾.
قال عطاء: فلقيت الوليد بن عبادة بن الصامت صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَسألته ما كانت وصية أبيك عند الموت؟ قال: دعاني فقال: يا بني اتق اللَّه واعلم أنك لن تتقي اللَّه حتى تؤمن باللَّه وتؤمن بالقدر كله خيره وشره، فإن مت على غير هذا دخلت النار. إني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [إنَّ أوَّلَ ما خلقَ اللَّه القلم، فقال: اكتبْ، قال: ما أكتب؟ قال: اكتُب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد] (١).