تقديم الأستاذ الدكتور الشيخ/ علي بن عبد الرحمن الحذيفي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن كتاب "التيسير في القراءات السبع" للإمام أبي عمرو الداني من الكتب الهامة كثيرة النفع، ومن أصول القراءات، واعتنى به علماء القراءات حفظا ودراية، وتحقيقُهُ من أهم طرق نشر القرآن الكريم، وتوثيق نصه عمل جليلٌ؛ يفرح به أهل القرآن الكريم.
وقد قام بتحقيق هذا الكتاب النافع أخونا الدكتور الشيخ/ خلف بن حمود الشغدلي، وأشرفتُ على تحقيقه في مرحلة الماجستير، وبذل في ذلك جهدا مشكورا، فخرج بهذه الصورة، وأسأل الله أن ينفع به المسلمين.
وصلى الله وبارك وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (١)، وقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (٢)، وقال جل وعلا: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (٣) (٤).
_________
(١) سورة آل عمران: ١٠٢.
(٢) سورة النساء: ١.
(٣) سورة الأحزاب ٧٠، ٧١.
(٤) تسمى هذه المقدمة والخطبة خطبة الحاجة، كان رسول الله - ﷺ - يعلمها أصحابه بأن يجعلوها بين يدي كلامهم سواء كان هذا في خطبة نكاح أو خطبة جمعة أو غيرها. رواه عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أحمد في مسنده ١/ ٣٩٢. وأبو داود في سننه كتاب النكاح باب خطبة الحاجة ٢/ ٥٩١ (٢١١٨). وابن ماجة في سننه في كتاب النكاح باب خطبة النكاح ١/ ٦٠٩ (١٨٩٢) والترمذي في جامعه في كتاب النكاح - باب ما جاء في خطبة النكاح ٣/ ٤١٥ (١١٠٥) والنسائي في سننه في كتاب النكاح، باب ما يستحب في الكلام عند النكاح ٦/ ٨٩. بإسناد صحيح، ومن أحب الاستزادة فليرجع إلى (خطبة الحاجة) لمحمد ناصر الدين الألباني، فقد جمع رواياتها وشرحها، رحمه الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon