والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام، وهو عار من التشديد (١)، فاعلمه، وبالله التوفيق.
باب ذكر الفتح والإمالة وبين اللفظين (٢)
اعلم: أن حمزة والكسائي كانا يُميلان كل ما كان من الأسماء والأفعال من ذوات الياء (٣) فالأسماء نحو قوله (٤): ﴿مُوسَى﴾،
_________
(١) حال بين الإظهار والإدغام، وذلك لأن النون والتنوين لم يقربا هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام؛ فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب.
ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار؛ فيجب إظهارهما عندهنّ من أجل البعد، فلما عدم القرب والبعد أخفيا عندهن. والفرق بين المخفي والمدغم عند القرّاء والنحويين: أن المخفي مخفف، والمدغم مشدد، وكما قال المصنف: "عار من التشديد" الذي في المدغم. قلت: مع بقاء الغنة. انظر: النشر ٢/ ٢٧. وجامع البيان ١٢٨.
(٢) الفتح هنا عبارة عن فتح القارئ لفيه بلفظ الحروف، وهو فيما بعده ألف أظهر، ويقال له: التفخيم، وربما قيل له النصب. والإمالة: أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء كثيرا وهو المحض، ويقال له: الإضجاع، والبطح، وربما قيل له: الكسر أيضا. وبين اللفظين، يقال له: التقليل، والتلطف، وبين بين، وهو بين الفتح الخالص والإمالة المحضة. والفتح والإمالة لغتان مشهورتان: فالفتح لغة الحجازيين، والإمالة لغة أهل نجد كأسد وقيس وتميم. انظر: النشر ٢/ ٢٩، ٣٠.
(٣) يعني: الألِفَات التي انقلبت عن ياء، ولم يذكر الحروف؛ لأن الحروف لا يميلها أحد إلا ﴿بلى﴾.
(٤) في النسخ الأخرى: "نحو قوله عز وجل".