باب ذكر الوقف على أواخر الكلم
اعلم: أن من عادة القرّاء أن يقفوا على أواخر الكلم المتحركات في الوصل بالسكون لا غير (١)؛ لأنه الأصل (٢)، ووردت الرواية عن الكوفيين وأبي عمرو بالوقف على ذلك بالإشارة إلى الحركة، وسواء كانت إعرابا أو بناء، والإشارة تكون روما وإشماما.
والباقون لم يأت عنهم في ذلك شيء (٣)، واستحباب أكثر شيوخنا من أهل الأداء (٤) أن يوقف في مذاهبهم بالإشارة لما في ذلك من البيان (٥).
_________
(١) الوقف في كلام العرب على أوجه متعددة، والمستعمل منها عند القرّاء تسعة، وهي: السكون، والروم، والإشمام، والإبدال، والنقل، والحذف، والإثبات والإغام، والإلحاق؛ أي: إلحاق هاء السكت. انظر: النشر ٢/ ١٢٠. وجامع البيان ل ١٦٤. وتلخيص العبارات ص ٥٣، ٥٤. والإقناع ص ٣١٤. وإبراز المعاني ٢/ ١٩٢. والدر النثير ٤/ ١٣٠. والكنز ص ٩٩.
(٢) لأن الوقف معناه القطع والترك، ولأنه -أيضا- ضد الابتداء، والابتداء يختص بالحركة، فكذلك الوقف يختص بالسكون، فهو عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث، وذلك لغة أكثر العرب، وهو اختيار جماعة من النحاة وكثير من القرّاء. النشر ٢/ ١٢١. وجامع البيان ل ١٦٤.
(٣) يعني الحرميين وابن عامر.
(٤) ي (أ) و (ط: "من أهل القرآن".
(٥) يريد مذاهب الحرميين وابن عامر، كما يوقف في مذاهب من روى عنه ذلك، ولما في ذلك من البيان، يعني لما في الروم والإشمام من بيان الحركة التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه.
وكل هذا إذا كان القارئ بحضرة من يسمع قراءته ليحصل البيان للسامع.