} (١) وشبهه؛ لأن ذلك بمنزلة ما كان من كلمتين، فإن كان الساكن مع الهمزة في كلمة؛ لم يسكت على الساكن إلا في أصل مطرد، وهو ما كان لفظ ﴿شَيْءٍ﴾ (٢) ﴿شَيْئًا﴾ (٣) لا غير (٤).
قال أبو عمرو: وقرأت على أبي الحسن في الروايتين بالسكوت على لام المعرفة وعلى ﴿شَيْءٍ﴾ و ﴿شَيْئًا﴾ حيث وقعا لا غير، وقرأ الباقون بوصل الساكن مع الهمزة من غير سكت، وقد تقدم مذهب ورش (٥)، وبالله التوفيق.

باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإسكان لياءات الإضافة (٦)


اعلم: أن جملة المختلف فيه من ذلك مائتا ياء وأربع عشرة ياء (٧)،
_________
(١) سورة يونس: ٥١.
(٢) من مواطن ﴿شَيء﴾: الآيات ٢٠، ٢٩، ١٠٦: سورة البقرة. ومن مواطن ﴿شَيْئًا﴾ الآيات: ٤٨، ١٢٣، ١٧٠: سورة البقرة.
(٣) في (أ): "على ﴿شَيء﴾ و ﴿شَيْئًا﴾ حيث وقع لا غير".
(٤) في (أ) و (ج) و (ظ): " قال أبو عمرو".
(٥) انظر: النشر ١/ ٤١٩ وما بعدها. والسبعة ص ١٤٨. والإقناع ص ٢٩٩. والدر النثير ٤/ ١٦٩.
(٦) ياء الإضافة عبارة عن ياء المتكلم، وهي ضمير يتصل بالاسم والفعل والحرف، وتكون مع الاسم مجرورة المحل، ومع الفعل منصوبته، ومع الحرف كذلك، ومجرورته على حسب عمل الحرف.
والفرق بينها وبين ياءات الزوائد أن هذه الياءات تكون ثابتة في المصحف، وتلك محذوفة، وهذه تكون زائدة على الكلمة، وتلك أصلية وزائدة، وهذه الياءات الخُلف جار فيها بين الفتح والإسكان، وتلك بين الحذف والإثبات. انظر: النشر ٢/ ١٦١، ١٦٢.
(٧) يقول ابن الجزري: "وما اختلفوا في إسكانه وفتحه جملته مائتا ياء واثنتا عشرة ياء، وقد عدّها الداني وغيره أربع عشرة فزادوا اثنين وهما: ﴿آتَانِيَ اللهُ﴾ في (النمل)، و ﴿فَبَشَّر عبادي الذّينَ﴾ في (الزمر)، وزاد آخرون اثنتين أخريين، وهما: ﴿أَلَا تتَّبِعَنِ﴾ في (طه) و ﴿إِنْ يُرِدْن الرّحْمَنُ﴾ في (يس). وذكْرُ هذه الأربع في باب الزوائد أولى لحذفها في الرسم، وإن كان لها تعلق بهذا الباب من حيث فتحها وإسكانها. انظر: النشر ٢/ ١٦٣. وإبراز المعاني ٢/ ٢٢٧.


الصفحة التالية
Icon