الآية (٣٣)
* * *
* قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سبأ: ٣٣].
* * *
وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ إضراب على إضرابهم، فأولئك: قالوا: ﴿بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ﴾ إضراب عَنْ قولهم: ﴿لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ﴾ فأَضرَبوا عنهم، يَعنِي: قابَلوهم بإضرابٍ آخَرَ، قالوا: ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ أي: مَكْرٌ فيهما مِنكم بِنا، مَكْر الليل والنهار، و (مَكْر) هنا مُضاف إلى الليل، على تقدير (فِي)؛ لأنَّ الإضافة قد تَكون على تقدير (مِنْ)، وعلى تَقدير اللام، وعلى تَقدير (فِي)، فإن كان الأوَّل من الثاني؛ يَعنِي بأن كان الثاني جِنْسًا للأَوَّل، فهو على تقدير (مِن)، وإذا كان الثاني ظَرْفًا للأوَّل فهو على تقدير (فِي)، وما عدا ذلك فعلى تقدير اللَّام.
وتَكون الإضافة على تقدير (مِن) إذا كان الثاني جِنْسًا للأَوَّل، وعلى تقدير (فِي) إذا كان الثاني ظَرْفًا للأَوَّل، وعلى تَقدير اللَّام فيما عدا ذلك، نحو: خاتَمُ حديد، على تقدير (مِنْ)، ومِثاله: ثَوْبُ خَزٍّ، على تقدير (مِن).
وعلى تقدير (فِي): مَكْرُ الليلِ، أي: مَكْرٌ في الليل.