الآية (٣٦)
* قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سبأ: ٣٦].
قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى آمِرًا رسولَه - ﷺ - أن يَرُدَّ عليهم: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ﴾.
قال المفسر رَحِمَهُ اللَّهُ: [يُوسِّعه ﴿لِمَنْ يَشَاءُ﴾ امتِحانًا ﴿وَيَقْدِرُ﴾ يُضيِّقه لمَن يَشاء ابتِلاءً ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ﴾ أي: كُفَّار مَكَّةَ ﴿لَا يَعْلَمُونَ﴾ ذلك] رَدَّ على هَؤلاء الذين قالوا: ﴿نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا﴾ يَعنِي: فنحن الذين رضِيَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عنَّا، أمَّا أنتم ففُقَراءُ، وفَقْركم يَدُل على أن الله تعالى لن يَرضَى عنكم.
والجوابُ: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾، يَبسُط يَعنِي: يُوسِّع لمَن يَشاءُ، أي: مِن مُؤمِنٍ وكافِرٍ، فهُناك كُفَّار قد ضيَّق الله تعالى عليهم الرِّزْق، وهناك مُؤمِنون قد وسَّع الله عليهم الرِّزْق، فالرِّزْق بيَدِ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولكن قوله تعالى: ﴿لِمَنْ يَشَاءُ﴾ تَقدَّم أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إذا قيَّد فِعْله بمَشيئته فهو مَربوط بحِكْمته، يَعنِي: مَن يَشاءُ ممَّن تَقتَضي الحِكْمة أن يُوسَّع له، وَيقْدر: يُضيِّق ممَّن تَقتَضي الحِكْمة أن يُضيَّقَ عليه.
ولهذا يُروَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قال في الحديث القُدسيِّ: "إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ