الآية (٢)
* * *
* قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [الشعراء: ٢].
* * *
قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [﴿تِلْكَ﴾ أي: هَذِهِ الآيَات ﴿آيَاتُ الْكِتَابِ﴾] وتعبيرُ القُرآن: ﴿تِلْكَ آيَاتُ﴾ وهناك فرق بين التعبير القُرآنيّ وتعبير المفسِّر؛ الفرقُ بينهما أن التعبيرَ القُرآنيَّ أتَى بالإشارةِ للبَعيد، والمُفسِّر أتى بالإشارة للقريبِ.
ثم قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [أي: هَذِهِ الآيَات ﴿آيَاتُ الْكِتَابِ﴾]، أيضًا لِيُبَيِّن أن آيات الكِتاب هِيَ الخبرُ.
والصَّوابُ أن نقولَ: لو قال المُفسِّر: (تلك الآيَاتُ آيات) لكَانَ أحسنَ؛ لِأَنَّ كونه يعدِل عن الإشارةِ بالبعيدِ إِلَى الإشارةِ بالقريبِ، معَ أن الله تعالى أثبتَ الإشارةَ للبعيدِ، فهذا لَيْسَ تفسيرًا، والصَّواب بلا شكّ: القُرآن هُوَ الصَّوابُ، والإشارة بالبعيدِ هنا مع قُربِ القُرآنِ الكريمِ وكَوْنه بينَ أيدينا إشارةٌ إِلَى عُلُوّ مَرْتَبَتِه، فهو للتَّعْظيمِ، وإذا صِرنا عَلَى ما قال المُفسِّر فاتنا هَذَا المَعْنى الَّذِي أُرِيدَ بالإشارة للبَعيد.
قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [﴿آيَاتُ الْكِتَابِ﴾ هو القُرآن، والإضافة بمَعْنى (مِن)]، يعني: آيات من الكِتابِ.
وقوله: ﴿الْكِتَابِ﴾ بمَعْنى: المكتوب، كاللِّبَاسِ بمعنَى: المَلْبُوس، والغِرَاس: