المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على رسوله الكريم الأمين محمد بن عبد الله خاتم الرسل والنبيّينّ وعلى صحبه وآله أجمعين إلى يوم الدين.
وبعد، فقد منّ الله تعالى علّي بتوفيقه وهو من يعمّ خلقه بألطافه وعونه أن يسّر لي السبيل وأعانني على تحقيق ما كنت أصبو إليه من خدمة تجاه لغتنا العربية عن طريق تناول أسمى الكتب وأعلاها منزلة وأجلها مرتبة ألا هو كتاب الله المبين وكشف أسرار إعجازه بالإيضاح والتبيين واعراب آياته الكريمة التي تضمّنتها سوره الشريفة بأسلوب بسيط مبسّط حتى يتسنّى الفهم والاستيعاب لمن يهمّه الوقوف على علوم هذه اللغة التي كرّمها الله تعالى وشّرفها بأن أنزل كتابه المعجزة بها على نّبي الرحمة والانسانية الرسول الكريم محمد (صلّى الله عليه وسلّم) الذي حاجج به المشركين الذين أعجزتهم فصاحته وكثرة معانيه وحسنه ونظمه ورصفه فهو منار الهداية في شريعة الاسلام السمحة يستضاء بمعانيه ومفرداته وأساليبه البلاغية لأنه المعين الذي لا يمكن لأيّ باحث الاستغناء عن النّهل من هذا المنبع الصافي الطاهر الذي كان له الفضل الكبير في ازدهار الثقافة العربية والاسلامية..
ولأنّ اللغة العربية هي أكرم اللغات تلك التي شّرفها الله بانزال كتابه الكريم بها على نبيّه الكريم الذي كان أفصح من نطق بالضاد على الرغم من كونه أميا لا يقرأ ولا يكتب وقد أنزل القرآن بلغة أهل الحجاز الذين كانوا يختارون من اللغات أفصحها ومن الألفاظ أعذبها ولهذا نزل بلغتهم وكان منهم أفصح العرب لأن فصاحة القرآن وحكمه البالغة وآياته الباهرة زادتهم فصاحة وبلاغة لأنه أثّر فيهم وفي نشأة علم البلاغة تأثيرا كبيرا بل وفي علوم اللغة عموما لذلك سخّر العلماء طاقاتهم الخلاقة وأساليبهم المبدعة لتبيان أساليبه البلاغية وتعداد صوره البيانية وكشف جمال نظمه ودقة تعبيره.. وقد سار رجال هذه الأمة العريقة الذين أوتوا العلم والمعرفة والكفاءة والمقدرة على