الله ما يبطل مكرهم ويوافق الحكمة الالهية وهو عذابهم. وفي هذا القول الكريم بمشاكلة وازدواج في الكلام.
﴿وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ﴾: بمعنى: وما مكرهم مهما عظم بمزحزح الجبال وإن أمر محمد كالجبال بل أرسخ واثبت فضرب زوال الجبال منه مثلا لتفاقمه.
إن: نافية بمعنى «ما». كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. مكر:
اسم «كان» مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
﴿لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ﴾: اللام: للتأكيد أي مؤكدة النفي الواقع على «كان» وتسمى لام الجحود وهي حرف جر. تزول: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه: الفتحة. منه: جار ومجرور متعلق بتزول و «الجبال» فاعل مرفوع بالضمة و «أن» المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «كان» المحذوف وجملة «تزول منه الجبال» صلة «أن» المصدرية المضمرة لا محل لها من الاعراب.
[سورة إبراهيم (١٤): آية ٤٧] فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو اِنتِقامٍ (٤٧)
﴿فَلا تَحْسَبَنَّ﴾: الفاء: استئنافية. لا: ناهية جازمة. تحسبن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا ونون التوكيد لا محل لها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت أي فلا تظنّن.
﴿اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ﴾: الله مخلف: مفعولا «تحسبن» منصوبان بالفتحة. وعده: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالاضافة. رسله: مفعول به للمصدر «وعده» منصوب بالفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. بمعنى:
إنّا لننصر رسلنا. وهنا قدم المفعول الثاني على الأول أو فصل اسم الفاعل عن مفعوله الأول بالثاني.


الصفحة التالية
Icon