الشمني: إن ابن مالك لم يقل ذلك، وإنما قال عند الكلام على تعريف المستثنى: واحترزت من التي بمعنى (غير)، والتي بمعنى الواو على مذهب الأخفش، والتي بمعنى (إن لم) كقوله تعالى: ﴿إلا تنصروه﴾ انتهى.
فائدة:
قال الرماني في تفسيره معنى (إلا) اللازم لها: الاختصاص بالشيء دون غيره، فإذا قلت: جاءني القوم إلا زيداً، فقد اختصصت زيداً بأنه لم يجئ، وإذا قلت: ما جاءني إلا زيد، فقد اختصصته بالمجيء، وإذا قلت: ما جاءني زيد إلا راكباً، فقد اختصصته بهذه الحال دون غيرها من المشي والعدو ونحوه.
١٣ - الآن:
اسم للزمان الحاضر، وقد تستعمل في غيره مجازاً، وقال قوم: هي حد للزمانين؛ أي: ظرف للماضي وظرف للمستقبل، وقد يتجوز بها عما قرب من أحدهما، وقال ابن مالك: لوقت حضر جميعه كوقت فعل الإنشاء حال النطق به «أو بعضه»، نحو قوله تعالى: ﴿الأن خفف الله عنكم﴾ [الأنفال: ٦٦]، ﴿فمن يستمع الأن يجد له شهاباً رصداً﴾ [الجن: ٩]، [قاله]: وظرفيته