سورة براءة
١٧١ - وأخرج الترمذي وأبو داود عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى (الأنفال)، وهي من المثاني؟ وإلى (براءة) وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: كان رسول الله - ﷺ - مما يأتي عليه الزمان، وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية، فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت (الأنفال) من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت (براءة) من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله - ﷺ - ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، فلا أكتب سطر: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، ووضعتها في السبع الطوال.
١٧٢ - وأخرج البخاري ومسلم عن ابن جبير رحمه الله قال: قلت لابن عباس: سورة (التوبة)؟ فقال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: «ومنهم»، و «منهم» حتى ظنوا أن لا يبقى أحد إلا ذكر فيها، قال: قلت: سورة (الأنفال)؟ قال: نزلت في بدر، قال: قلت: سورة (الحشر)؟ قال: نزلت في بني النضير. وفي رواية: قلت لابن عباس: سورة (الحشر)؟ قال: قل: سورة النضير.
١٧٣ - وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن أبا بكر بعثه في الحجة التي أمره رسول الله - ﷺ - قبل حجة الوداع، في رهط