وقرئ بالجر؛ عطفا على ﴿ظُلَلٍ﴾ أو ﴿الْغَمَامِ﴾.
﴿وَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾ أي: أتم أمرُ إهلاكهم وفُرغ منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(على ﴿ظُلَلٍ﴾ (١) أو ﴿الْغَمَامِ﴾) (٢): " تقديره مع الملائكة، كقولهم: أقبل الأمير والعسكر، أي: مع العسكر." كذا في المعالم. (٣)
وحاصله: اعتبار العطف مقدما على الظرفية." (٤) (ع)
(أو الغمام) " هذا أقرب، و (٥) بالتعريف أنسب (٦)." (٧) (سعد)
(أي أتم أمر إلخ): " فالقضاء بمعنى: الإتمام (٨)، على ما هو أصله.
_________
(١) في ب بزيادة: أي.
(٢) قراءة الجمهور: ﴿الْمَلَائِكَةُ﴾ بالرفع؛ عطفا على ﴿اللَّهُ﴾ في قوله: ﴿يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ﴾.
وقرأ الحسن وأبو حيوة وأبو جعفر والأهوازي عن أبي بحرية: (والملائكةِ) بالجر؛ عطفا على ﴿ظُلَلٍ﴾ أو على ﴿الْغَمَامِ﴾. ينظر: المبسوط في القراءات العشر (١/ ١٤٥)، معالم التنزيل (١/ ٢٦٩)، المحرر الوجيز (١/ ٢٨٣)، التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٦٩)، البحر المحيط (٢/ ٣٤٥)، النشر في القراءات العشر (٢/ ٢٢٧).
وقد رجح الإمام الطبري في " تفسيره " (٤/ ٢٦١) قراءة الرفع قائلا: " وأما الذي هو أولى القراءتين في: "والملائكة"، فالصواب بالرفع؛ عطفًا بها على اسم الله تبارك وتعالى، على معنى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وإلا أن تأتيهم الملائكة، على ما روي عن أبيّ بن كعب؛ لأن الله جل ثناؤه قد أخبر في غير موضع من كتابه أن الملائكة تأتيهم، فقال جل ثناؤه: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر: ٢٢]، وقال: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ﴾ [الأنعام: ١٥٨]."
وينظر: معاني القرآن للأخفش (١/ ١٨٣): " والرفع هو الوجه، وبه نقرأ."، معاني القرآن للزجاج (١/ ٢٨٠): " والرفع هو الوجه المختار عند أهل اللغة في القراءَة."
(٣) تفسير معالم التنزيل، للبغوي (١/ ٢٦٩)، وينظر: تفسير القرطبي (٣/ ٢٥).
(٤) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٩ / ب).
(٥) في ب بزيادة: هذا. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٦) يرجح الإمام السعد في قراءة: (والملائكةِ) بالجر، أن تكون الكلمة معطوفة على ﴿الْغَمَامِ﴾؛ لأنه الأقرب إليها وهو معرفة مثلها، فهذا مناسب في العطف أكثر من عطفها على ﴿ظُلَلٍ﴾.
(٧) لم أجدها في مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف، ينظر: لوحة (١٣٣ / ب).
(٨) ينظر: المفردات - مادة قضى (١/ ٦٧٤)، تهذيب اللغة - باب القاف والضاد (٩/ ١٦٩).
وذكر المفسرون عدة أقوال في تفسير قوله تعالى: ﴿وَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾ ذكرها الإمام أبو حيان في " البحر المحيط" (٢/ ٣٤٥) قائلا: " ﴿وَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾ مَعْنَاهُ: وَقَعَ الْجَزَاءُ وَعُذِّبَ أَهْلُ الْعِصْيَانِ، وَقِيلَ: أُتِمَّ أَمَرُ هَلَاكِهِمْ وَفُرِغَ مِنْهُ، وَقِيلَ: فُرِغَ مِنْ وَقْتِ الِانْتِظَارِ وَجَاءَ وَقْتُ الْمُؤَاخَذَةِ، وَقِيلَ: فُرِغَ لَهُمْ مِمَّا يُوعَدُونَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: فُرِغَ مِنَ الْحِسَابِ وَوَجَبَ الْعَذَابُ. وَهَذِهِ أَقْوَالٌ مُتَقَارِبَةٌ."
ينظر: تفسير الطبري (٤/ ٢٦٩)، مفاتيح الغيب (٥/ ٣٦١)، مدارك التنزيل (١/ ١٧٦)، الدر المصون (٢/ ٣٦٥)، فتح القدير (١/ ٢٤٢)، روح المعاني (١/ ٤٩٣).