﴿يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ﴾ أي: من أصناف أموالِهم.
﴿قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ﴾ (ما): إما شرطية، وإما موصولة حُذف العائدُ إليها، أي: ما أنفقتموه من خير، أي خير كان، ففيه تجويزُ الإنفاق من جميع أنواعِ الأموالِ، وبيانٌ لما في السؤال، إلا أنه جُعل من جُملةِ ما في حيز الشرطِ أو الصلة، وأُبرِز في معرِض بيانِ المصرِفِ حيث قيل:
﴿فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾؛ للإيذان بأن الأهمَّ بيانُ المصارفِ المعدودة؛ لأن الاعتدادَ بالإنفاق بحسب وقوعِه في موقعه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(حذف العائد) أي: على التقديرين. (١)
(أي خير كان) إشارة إلى عموم خير (٢)؛ لتنكيره في حيز الشرط أو ما يشبهه. (٣)
(وبيان لما في السؤال) وهو: المنفَق.
في (ك):
" فإن قلت: كيف طابق الجواب السؤال في قوله: ﴿قُلْ مَا أَنفَقْتُم﴾ (٤) وهم قد سألوا عن بيان ما ينفقون، وأجيبوا ببيان المصرف؟
قلت: قد تضمن قوله: ﴿مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ﴾ بيان ما ينفقونه وهو كل خير، وبنى الكلام على ما هو أهم وهو: بيان المصرف؛ لأن النفقة لا يعتد بها إلا أن تقع موقعها.
(٢) أغلب المفسرين على أن قوله تعالى: ﴿خَيْرٍ﴾، في قوله: ﴿مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ﴾ معناه: المال؛ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ [العاديات: ٨]، وَقَالَ: ﴿إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ﴾ [البقرة: ١٨٠].
ينظر: تفسير مقاتل بن سليمان (١/ ١٨٣) [لمقاتل بن سليمان البلخي ت: ١٥٠ هـ، تحقيق: عبد الله شحاته، دار إحياء التراث - بيروت، ط: الأولى - ١٤٢٣ هـ]، تفسير الطبري (٤/ ٢٩٢)، معاني القرآن للزجاج (١/ ٢٨٧)، الكشف والبيان (٢/ ١٣٦)، تفسير الراغب الأصفهاني (١/ ٤٤٤)، معالم التنزيل (١/ ٢٧٣) زاد المسير (١/ ١٨٠)، التحرير والتنوير (٢/ ٣١٨).
(٣) أي: الصلة.
(٤) سورة: البقرة، الآية: ٢١٥.