٢٣ - قوله عز وجل: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ﴾ الآية
نزَلتْ في الكفار، وذلك أنهم قالوا لما سمعوا القرآن: ما يُشبه هذا كلامَ الله، وإنّا لفي شكّ منه (١)، فأنزل الله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ﴾ يا معشر الكفار، لفظ (٢) جزاء وشرط، ومعناه (إذ)، لأن الله تعالى علم أنّهم شاكُّون، كقوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٣) وقوله تعالى: ﴿وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٤)، وقوله تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ (٥) أي (٦): إذ شاء الله (٧).
قال الأعشى:

= وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلانة وحياتي، ويقول: لولا كلبه هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلان، فإنَّ هذا كله به شرك. وإسناده حسن. وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٣٠٩، والشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٥٢.
وانظر "تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" لسليمان بن عبد الله (ص ٥٨٦).
(١) انظر "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ١٠٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٩٩.
(٢) في (ج)، (ش): لفظه، وفي (ت): لفظة (إنْ) جزاء.
(٣) آل عمران: ١٣٩.
(٤) البقرة: ٢٧٨.
(٥) الفتح: ٢٧.
(٦) ساقطة من (ت).
(٧) انظر "البسيط" للواحدي ٢/ ٦٠٤، "الوسيط" للواحدي ١/ ١٠٠، "المجيد في إعراب القرآن المجيد" للصفاقسي (ص ١٥٤).


الصفحة التالية
Icon