الآخرة (١) ﴿وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾ أي: فاخشون في أمر محمد - ﷺ - لا ما يفوتكم من (المآكل والرياسة) (٢).
٤٢ - قوله -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا﴾
أي: ولا تخلطوا، يقال: لبست الثوب ألبسه لبْسًا، ولَبَسْتُ عليه الأمر ألبسه لبْسًا، أي: خلطتُ وشبَّهت وعمّيت (٣).
وقوله: ﴿الْحَقَّ﴾ أي: الحق الذي أنزلتُ (٤) عليكم من صفة محمد - ﷺ - ﴿بِالْبَاطِلِ﴾ الذي تكتبونه بأيديكم من تغيير صفته وتبديل نعته، وقال مقاتل: إن اليهود أقرّوا ببعض صفة محمد - ﷺ - وكتموا (٥) بعضًا ليصدّقوا في ذلك، فقال الله -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ﴾ الذي تقرّون به وتبينونه (٦) ﴿بِالْبَاطِلِ﴾ يعني: بما تكتمونه، فالحق بيانُهم والباطل كتمانهم (٧). وقيل: معناه (٨) {وَلَا تَلْبِسُوا

(١) ذكره الواحدي في "البسيط" ٢/ ٨١٣، وفي "الوسيط" ١/ ١٢٨، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٨٧، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ٥٣.
وانظر: "جامع البيان" للطبري ١/ ٢٥٣.
(٢) في (ج)، (ش): الرياسة والمأكلة.
(٣) ساقطة من النسخ الأخرى.
(٤) في (ت): أنزل.
(٥) في (ت): وتكتموا.
(٦) أُثبت من (ج). وفي بقية النسخ: تثبتونه. والمثبت أصح، ويدل عليه ما بعده.
(٧) ذكره الواحدي في "البسيط" ٢/ ٨١٦، "الوسيط" ١/ ١٢٨، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٨٧.
وانظر: "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ١١٤.
(٨) في (ش)، (ف): في معناه.


الصفحة التالية
Icon