الْحَقَّ}، يعني صفة محمد - ﷺ - ونعته بالباطل بصفة الدجال (١).
وقيل: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ﴾. أي: الصدق بالكذب (٢).
﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ﴾ يعني: ولا تكتموا الحق، كقوله (٣) تعالى: ﴿لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ﴾ (٤) يعني: ولا تخونوا أماناتكم.
﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أنه نبيٌ مُرسلٌ.
٤٣ - ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾
يعني: وحافظوا على الصلوات الخمس بمواقيتها (٥) ورُكوعِها وسجودها.
(وأصل الصلاة الدعاء، فسُميت الصلاة بذلك؛ لأنه دعاهم بها، وقيل: بل أصلها اللزوم، قال الشاعر:
لم أكُنْ مِنْ جُنَاتِهِا عَلِمَ اللهُ... وإنِّي بِحَرِّهَا اليومَ صَالِي (٦)

(١) ذكره الخازن ١/ ٥٣، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٣٣٤.
قال الخازن: وذلك أنه لما بعث رسول الله - ﷺ - حسده اليهود، وقالوا: ليس هو الذي ننتظره وإنما هو المسيح بن داود يعني: الدجال، وكذبوا فيما قالوا.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٢٥٤ عن ابن عباس.
وذكره ابن كثير في" تفسير القرآن العظيم" ١/ ٣٧٩، والسيوطي في "الدر المنثور" ١/ ١٢٥.
(٣) في (ج): لقوله.
(٤) الأنفال: ٢٧.
(٥) في (ج): بمواقيتها وحدودها....
(٦) البيت للحارث بن عبَّاد. =


الصفحة التالية
Icon