يعني: أيقنوا، والظن من الأضداد، يكون شكا ويقينًا، كالرجاء يكون أملًا (١) وخوفًا ﴿أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ معاينو ربهم في الآخرة ﴿وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ فيجزيهم بأعمالِهم.
٤٧ - قوله تعالى:
﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧)﴾
يعني: عالمي زمانكم.
٤٨ - قوله -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا﴾
أي: واحذروا واخشوا (٢) يومًا، أي: عذاب يوم ﴿لَا تَجْزِي﴾ أي: لا تَقضي ولا تكفي ولا تُغني، ومنه الحديث عن أبي بُردة بن نيار (٣) في الأضحية: "ولا تجزي عن أحد بعدك" (٤)، وقرأ أبو السمال

= ومعنى (ظنوا): أيقنوا. والمدجج: التام السلاح. وسراتهم: خيارهم. والفارسي المسرَّد: الدروع.
والشاهد قوله: (ظنوا): حيث ورد الظن -هنا- بمعنى اليقين.
(١) في (ش) و (ت): أمنًا.
(٢) ساقطة من (ت).
(٣) أبو بُردة بن نيار -بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة- البلوي، حليف الأنصار، اسمه: هانئ، وقيل: الحارث بن عمرو، وقيل: مالك بن هُبيرة، صحابي جليل، شهد العقبة وبدرًا والمشاهد الأخرى، ومات سنة (٤١ هـ)، وقيل بعدها.
"الإصابة" لابن حجر ٧/ ٣١، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٨٠١٠).
(٤) عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - ﷺ -: "إنَّ أول ما نبدأ به يومنا هذا، نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح، فإنما هو لحم =


الصفحة التالية
Icon