فقال موسى: ﴿أَعُوذُ﴾ أي: أمتنع ﴿بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ أي: من المستهزئين بالمؤمنين.
فلما علم القوم أنَّ ذبح البقرة عزم من الله -عزَّ وجلَّ- سألوه الوصف.
٦٨ - فـ ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ﴾
ولو أنهم عمدوا إلى أدنى بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكنهم (١) شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، وإنما كان تشديدهم تقديرًا من الله -عزَّ وجلَّ- وحكمة.
وكان السبب فيه على ما ذكره السدي وغيره:
أن رجلًا في (٢) بني إسرائيل كان بارًّا (٣) بأبيه، وبلغ من بره (٤) أن رجلًا أتاه بلؤلؤة فابتاعها (٥) بخمسين ألفًا، وكان فيها فضل، فقال للبائع: إن أبي نائم، ومفتاح الصندوق تحت رأسه، فأمهلني حتَّى يستيقظ فأعطيك الثمن، قال: فأيقظ أباك وأعطني المال، قال: ما كنت لأفعل، ولكن أزيدك عشرة آلاف وأنظرني (٦) حتَّى ينتبه أبي، (فقال الرجل) (٧): وأنا (أحط عنك) (٨) عشرة آلاف إن أيقظت أباك

(١) في (ف): ولكن.
(٢) في (ت): من.
(٣) في (ت): برُّا.
(٤) في (ج): زيادة. به.
(٥) في (ش): زيادة: منه.
(٦) في (ج)، (ش): فأنظرني، وفي (ف): فأمهلني.
(٧) ساقطة من (ش).
(٨) في (ش): أحطك.


الصفحة التالية
Icon