٧٦ - قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: ﴿وَإِذَا لَقُوا﴾
قرأ ابن السميفع: (لاقوا) (١) يعني: منافقي اليهود (٢). ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ أبا بكر وأصحابه - رضي الله عنهم - من المؤمنين ﴿قَالُواْ آمَنَّا﴾ كإيمانكم، وشهدنا أنَّ محمدًا - ﷺ - صادقٌ نجدُه في كتابنا بنعته وصفته. ﴿وَإِذَا خَلَا﴾ أي: رجع ﴿بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾ كعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، ووهب بن يهوذا، وغيرهم من رؤساء اليهود (٣) لاموهم على ذلك ﴿قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُمْ﴾ أي: أتخبرون أصحاب محمد - ﷺ - ﴿بِمَا فتَحَ اللَّهُ عَليَكُمْ﴾ قال الكلبي: بما قضى الله عليكم في كتابكم أنَّ محمدًا - ﷺ - حق، وقوله صدق (٤). ومنه قيل للقاضي: الفتَّاح (٥).
وقال الكسائي: بما بيَّنه الله عليكم (٦).

= أو بعض أهل الكتاب.
وحكى ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٠٣ عن الترمذي صاحب "نوادر الأصول" أنَّه أنكر هذا القول إنكارًا شديدًا، وقال: إنَّما خُصَّ موسى بالكلام وحده، وإلا فأي ميزة؟ ! وجعل هذا من الأحاديث التي رواها الكلبي وكان كذابًا.
(١) "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٣٩.
(٢) ساقطة من (ت).
(٣) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١١٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٦٨.
(٤) ذكره عنه الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٦٦، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٤٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١١٣، ولم ينسبه.
(٥) "جامع البيان" للطبري ٢/ ٣٧٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٣.
(٦) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٦٦، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١١٣. وانظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٤٠.


الصفحة التالية
Icon