١١١ - قوله -عز وجل-: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾
قال الفراء: أراد: يهودًا، فحذف (١) الياء الزائدة ورجع إلى الفعل من اليهودية (٢).
وقال الأخفش: الهُود: جمع هائد، مثل: عائذ وعُوذ، وحائل وحُول، وعائط وعُوط (٣).
وفي مصحف أُبي: (إلا من كان يهوديًّا أو نصرانيًّا) (٤).
ومعنى الآية: وقالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديًّا ولا دين إلا دين (٥) اليهودية، وقال النصارى: لن يدخل إلا من كان نصرانيًّا ولا دين إلا النصرانيَّة.
قال الله -عز وجل-: ﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ﴾ أي: شهواتهم التي اشتهوها

(١) في (ت): (فحُذفت).
(٢) "معاني القرآن" ١/ ٧٣.
(٣) في (ش): (وغائط وغوط). وفي "البيان" لابن الأنباري ١/ ١١٨، وهائد وهُود، كعائد وعوذ، وغائط وغوط.. ونص قول الأخفش في "معاني القرآن" ١/ ١٥١: فزعموا أن الهود جماعة الهايد، والهايد: التائب الراجع إلى الحق، وقال في مكان آخر: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا﴾ [البقرة: ١٣٥] أي: كونوا راجعين إلى الحق، وهايد وهود مثل: ناقة عائذ وعُوذ، وحائل وحُول وبازل وبُزُل. ويُقال: ناقةٌ عائط وحائل، والجمع: عوط، وحُول.
ويُقال أيضًا: غائط وغوط، مثل: شارفٍ وشُرُف.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٤٧٥ (عوط) ١٠/ ١٤٥ (غوط).
(٤) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٧٣.
(٥) من (ش).


الصفحة التالية
Icon