١٣٩ - ﴿قُلْ﴾ يا محمَّد لليهود والنصارى ﴿أَتُحَاجُّونَنَا﴾
أتجادلوننا وتخاصموننا. وقرأ الأعمش والحسن وابن محيصن بنون واحدة مشددة (١). وقرأ الباقون بنونين خفيفتين اتباعًا للخط ﴿فِي اللَّهِ﴾ أي: في دين الله، وذلك أنهم قالوا: يا محمَّد، إنَّ الأنبياء كانوا منا وعلى ديننا، ولم يكن من العرب نبي، فلو كنت نبيًّا لكنت منَّا وعلى ديننا (٢).
﴿وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ قال مقاتل والكلبي: لنا ديننا ولكم دينكم (٣). ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾ أي: موحدون. وهذِه الآية منسوخة بآية السيف (٤).

فصل في معنى الإخلاص:


[٣١٦] سمعت أبا عبد الرحمن محمَّد بن الحسين (٥) وسألته عن الإخلاص ما هو؟ فقال: سمعت علي بن سعيد (٦) وأحمد بن محمَّد
(١) "شواذ القراءة" للكرماني (ص ٣٢)، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٥٨٥، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ١/ ٤١٩.
(٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٢٣، وفي "الوجيز" ١/ ١٣٤، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٥٧، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ١١٦.
(٣) "تفسير مقاتل" ١/ ٧١.
(٤) "الناسخ والمنسوخ" للنحاس ٢/ ٦١٤، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ١٥٢. وحكاه ابن الجوزي عن أكثر المفسِّرين.
(٥) السلمي، متكلم فيه، وليس بعمدة.
(٦) علي ابن سعيد الثغري. روى عنه كثيرًا السلمي في "طبقات الصوفية" (ص ١٤٩، ١٩٦، ٢٦١).


الصفحة التالية
Icon